الحشيش

الحشيش:

استخلاص الحشيش
متى تم اعتبار الحشيش من المواد الممنوعة؟
زيت الحشيش
طرق تعاطي الحشيش
جلسات الحشيش
أثار الحشيش
أضرار الحشيش
المادة الفعالة في الحشيش
تأثير الحشيش على الجهاز التنفسي
تأثير الحشيش على الجهاز الدوري
تأثير الحشيش على المخ
علاقة الحشيش بالاضطراب النفسي
تأثير الحشيش على العين والجلد والشعر
تأثير الحشيش على النمو الجنسي
تأثير الحشيش على جهاز المناعة
تأثير الحشيش على الأطفال
تأثير الحشيش على قائدي السيارات
أعراض الانسحاب

استخلاص الحشيش:

يمثل الحشيش المادة الراتنجية التي تفرزها القمم الزهرية، والسطح العلوي لنبات القنب، فتغلى أجزاء النبات المغطاة بالراتنج مع مادة مذيبة حتى يتم استخلاص المادة الراتنجية. ثم تخلط ببعض المواد الأخرى، وتضغط لتأخذ شكل "الضربة" وتلف الضربة بقطع من القماش، وتقسم كل ضربة إلى عدد 5 "فرش" ويقسم الفرش الواحد إلى 16 "قرش"، ويبلغ قرش الحشيش مقدار 2/1علبة كبريت، ويُلف بورق سوليفان. أما الأجزاء النباتية المتخلفة بعد استخلاص مادة الحشيش فيتم تجفيفها وسحقها وضغطها وتُسمى "الحشيش الكبس" وهو أقل تأثيرًا وأقل سعرًا من الحشيش العادي.

 ويُسمى الحشيش في المغرب "الكيف" وفي الهند "بانج" أو "كاراس" وفي الولايات المتحدة "ماريجوانا"، وفي البرازيل "روزماريا" وفي روسيا "اناشكا" وفي فرنسا "سانفر" وفي إسرائيل "شيشا" وتختلف طريقة تحضيره من بلد إلى آخر.

س- متى تم اعتبار الحشيش من المواد الممنوعة؟

حرم مؤتمر لاهاي سنة 1912م استخدام الأفيون والمورفين والكوكايين والعقاقير المخدرة، وأوصى بدراسة مسألة الحشيش، وفي مؤتمر جنيف سنة 1924م أُضيف الحشيش إلى قائمة المواد المخدرة الممنوع تعاطيها.

زيت الحشيش:

مادة سائلة لزجة لونها بني ولا تذوب في الماء، ويمكن الحصول عليها بإذابة الحشيش في محلول الكحول والتسخين لدرجة التبخر ثم التكثيف للحصول على السائل، وهو أشد خطورة من الحشيش لأنه يحتوى نسبة أكبر من المادة الفعالة، فوضع نقاط قليلة على سيجارة تبغ تكفي لتخدير الإنسان.

طرق تعاطي الحشيش:

1- عن طريق النرجيلة حيث يوضع الحشيش مع التبغ على جمر النار، ويوضع في النرجيلة الماء أو البيرة أو نوع من الخمور، وقد يكون للنرجيلة خمس ليّات ليشترك خمسة أشخاص في التعاطي في وقت واحد.

2- عن طريق خلطه بالتبغ وتدخينه بواسطة السيجارة.

3- عن طريق التعاطي بالفم، وعند ابتلاعه على معده خاوية يكون امتصاصه أسرع وتظهر أثاره بسرعة أكبر.

4- خلطه ببعض المواد الأخرى وأكله، ففي الجزائر يخلطونه مع السكر والقرفة والمسك والفستق وجوزة الطيب والحبهان والقرنفل والجوز، ويمزج هذا المسحوق بعصير البرتقال، ويقدم في حجم البندقة، ويسمونه "دوالسك".

جلسات الحشيش:

تكون غالبًا من الذكور وأحيانًا ينضم إليهم بعض الإناث، وجلسة الحشيش تجمع خليطًا عجيبًا من الناس فيمكنك أن ترى المهندس وطالب كلية الطب مع الجزار والميكانيكي والعامل.. الجميع يشعرون بالسعادة الوهمية، ويضحكون على أي شيء، وهذه الجلسة تعطي الفرد القوة الوهمية عندما يعزمون عليه " إتفضل يا ريس.. الحجر الثاني يا باشا " وفي عرف علماء النفس أن جلسة الحشيش تؤدي إلى التواصل مع الآخر، وهو الأمر الذي يفتقده المدمن.

1- الإحساس بنوع من النشوة المصحوبة بالضحك والقهقهة وضعف التركيز واختلال الذاكرة، ففي منتصف القرن التاسع عشر كان يوجد نادى للحشاشين في الحي اللاتيني بفرنسا، وكان من أعضائه الشاعر الفرنسي "بودلير" الذي كتب تحت عنوان " النعيم الزائف" تجربته مع الحشيش، وملاحظاته على الذين يتعاطون الحشيش.. فيقول "ثم لا تلبث أن تنتابهم (الحشاشين) حالة خاصة من البِشر (الفرح) والبهجة التي لا تقاوم.. أن الكلمات البسيطة وأكثر الأفكار تفاهة تغدو لها أشكال جديدة عجيبة لديك وتبدأ نوعيات من السخافات المضحكة تتزاحم في ذهنك.. وبين آن وآخر تضحك على نفسك وعلى حماقتك وعلى أصدقائك.. هذه البهجة التي تخبو بين لحظة وتتوقد في لحظة أخرى، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. هذا القلق والانزعاج وعدم الأمان.. من حين لآخر يقشعر بدنك وتحس بالارتجاف وتصدر عنك حركات لا إرادية..!!.. وعندئذ تبدأ مرحلة الهلوسة.. أن الأشياء الخارجية تغدو لها في بطئ وتتابع مظاهر غريبة شاذة. إنها تتحول إلى صور مشوهة. ثم تبدأ المغالطات والأخطاء وعملية تشويش الأفكار والإحساسات.. أن الأصوات تبدو لها ألوان، والألوان كأن لها موسيقى"، ثم يتحدث بودلير عن الإنسان في هذه الحالة حيث يرى نفسه في الأشجار، إذا رأى شجرة تتمايل مع النسيم يراها أنها تعبر عن أحاسيسه ومشاعره ثم ما يلبث أن يرى نفسه هو تلك الشجرة التي تتمايل، وبالمثل يرى نفسه الطير الذي يحلق في الهواء، أو الدخان المتصاعد من الغليون(78).

 

2- اختلال إدراك الزمن، فالحشاش يتصور أن الزمن يمر ببطء شديد، فيصف الكاتب "تيوفل جوتييه" الذي كان عضوًا بنادي الحشاشين مع بودلير الحدث الذي يستغرق ربع ساعة قائلًا ".. وبتقديراتي عندئذ أن هذه الحالة استمرت ثلاثمائة سنة.. أن التقدير الحقيقي للزمن كان مستحيلًا. ثم مرت هذه الحالة.. ووجدت أن الزمن الذي استغرقته تلك الحالة لم يزد في الواقع عن ربع ساعة!!(79)".

 ويقول "فيتز هوج لودلو" -الذي تعاطى الحشيش وله من العمر ستة عشر عامًا- في كتابه "أكل الحشيش".. "وسألني أحد الأصدقاء سؤالًا فأجبت عليه.. أحسست التغير الهائل الذي يحدثه الحشيش في قياسات الزمن. كانت أول كلمة أجبت بها على سؤال صديقي تشغل زمنًا ووقتًا يكفي لفعل درامي، أما آخر كلمة فقد تركتني في جهل تام بالزمن الذي بدأت فيه الجملة التي قلتها..!!.. لقد بدأ لي وكأن إجابتي قد أخذت سنين.. وإذا كان الزمن بالنسبة لي قد تمدَّد، فقد تمدَّد الفضاء أيضًا "(74)، وبسبب الاختلال في تقدير الزمن يعتقد البعض خطأً أن الحشيش يطيل مدة اللقاء الجنسي، والحقيقة الأولى أن المتعاطي هو الذي تختل لديه تقديرات الزمن، والحقيقة الثانية التي ربما يجهلها البعض أن الحشيش يؤدي إلى نقص هرمون الذكورة، وإصابة الخصية بالضمور، وأن 40% من الذين يتعاطون الحشيش يصابون بالركود الجنسي، ونسبة 15-20% من المتعاطين للحشيش يصابون بالعقم.

 

3- اختلال إدراك المسافات، فيتصوَّر المدمن أن المسافات طويلة جدًا، فيقول "فيتر هوج لودلو".. " كنت أجلس على ما لا يزيد على ثلاثة أقدام من المنضدة التي يتجمع حولها أفراد العائلة.. بدأت المسافة بيني وبين المنضدة تتسع. أحسست إننا نجلس في صالة متسعة جدًا وإنني وأصدقائي نشغل أطرافها. لم أكن قادرًا على احتمال ذلك وأنا أشعر إنني لن ألبث أن أُترك وحيدًا في وسط الفضاء اللانهائي..!! وعندما خرجت إلى الشارع كان المنظر يبدو أمامي ممتدًا إلى ما لا نهاية.. "(75)

 أما الطبيب الفرنسي " جاك جوزيف مورو " فقد كان والده ضابطًا في جيش نابليون وشارك وهو في مصر في جلسات الحشيش، وعندما عاد إلى وطنه قصَّ لابنه ذكرياته في مصر، وعندما شبَّ الابن وصار طبيبًا وجاء إلى مصر مع بعض مرضاه حمل معه في عودته كمية وافرة من الحشيش ليجرى عليها دراسته، وقد أجرى هذه الدراسة على نفسه وسجل ملاحظاته فيقول "كنت ذات ليلة أعبر الطريق إلى شارع الأوبرا في باريس وأنا تحت تأثير الحشيش. لقد صدمني طول الوقت الذي كنت أستغرقه لأصل إلى الجانب الأخر من الشارع.. يبدو لي وكأنني قد مضى عليَّ ساعتين أو ثلاث وأنا أعبر الشارع.. وقد حاولت أن أسرع في خطواتي بلا فائدة. لقد كان يبدو لي أن عبور الشارع عملية لا نهاية لها، وأن الجانب الذي أريد أن أعبر الشارع إليه يتقهقر إلى الوراء بنفس السرعة ونفس المعدل الذي أقدم ناحيته".

 

4- زيادة نصوع الألوان، وزيادة إدراك الصوت، ويؤكد مورو ما قاله صديقه جوتييه "أصبحت حاسة السمع عندي حادة بصورة غريبة.. كنت أسمع صوت الألوان وكأنها أمواج متميزة تمامًا.. اللون الأخضر.. والأحمر.. والأزرق والأصفر.." ويقول مورو "أن السمع تصبح له حساسية زائدة.. وإن الأصوات لتنتشر وتتمدد وتضغط على الصدر والبطن وتزيد أو تبطئ من ضربات القلب وتحرك كل الجهاز العضلي بصورة تشنجية أو تصيبه بالشلل وتفقده الحس والشعور".

 

5- الهلوسة البصرية، فيتصوَّر المدمن أشياءًا لا وجود لها، ويؤكد أنه يرى حشرات وزواحف ضخمة تفوق حجمه، ويصف "مورو" هذه الهلوسة والأوهام فيقول "إن كلمات قليلة كانت كافية لتغيرني من قمة السعادة إلى أتعس حالات الكآبة.. وهذه الكآبة قد انعكست على كل الأشياء التي كانت حولي وشوهتها وأفسدتها.. لقد أصبحت أرى في كأس الليمون الذي أمامي موقدًا مليئًا بالفحم المتوهج!! وفي نسيج صوفي على النافذة ملامح لوجه ملطخ بالدماء. وفي النهاية أحسست بمصباح الضوء وكأنه عشرة مصابيح موضوعة حول نعش على أرضية الغرفة، وتصورت نفسي ممددًا داخل النعش!!

 

6- الهلوسة السمعية، فيتصور المدمن أنه يسمع أصواتًا لا وجود لها.

7- زيادة الشهية والرغبة في أكل الحلوى.

8- زيادة الرغبة الجنسية والانحطاط الأخلاقي.

9- الكوابيس، وقد جرب العالم الألماني "شنيدر" تعاطي الحشيش فكان يشعر بموجات من الخوف والاضطراب يعقبها موجات من الفرح والسرور والتهليل، وفي إحدى المرات شعر بأنه واقع تحت كابوس مخيف لمدة ستة ساعات وشعر أن نهايته قد اقتربت ولم تكتب له النجاة.

 

أضرار الحشيش:

فالحشيش من أكثر المواد تعقيدًا فهو يحتوي على 421 مادة كيمائية، وعند تدخينه ينتج عنه أكثر من ألفين من المركبات التي تدخل جسم الإنسان، والمواد الكيماوية التي يحتويها الحشيش (421 مادة) تنتمي إلى 18 فصيلة من الفصائل الكيميائية منها خمسون مادة من الهيدروكربونات الشمعية التي تساعد على تكوين القار أو الزفت الذي يترسب في رئة المتعاطي، ومائة وثلاثة مادة تُعرف باسم التربينات والتي تؤثر بشدة على الرئتين لأنها مثل القار، ومن السموم التي يحتويها الحشيش غاز أول أكسيد الكربون، وغاز النشادر، وبخار الأسيتون والبنزين، وهناك مادتان تسببان السرطان وهي البنزأنثراسين، والبنزوبيرين.

المادة الفعالة في الحشيش:

أما أهم مادة فعالة في الحشيش هي Tetra Hedroxy Cannabinids وتسمى دلتا-9 ويرمز لها بالرمز T.H.C وتوجد بنسبة 2% وهي التي تحدث التأثيرات العقلية والنفسية بالإضافة إلى مثيلتها دلتا-8 وإن كانت نسبتها ضئيلة، وهذه المواد تحدث تغييرات بيولوجية في خلايا الجسم، وهذه المواد تعشق الدهون فتدخل في الدم وتبحث عن الأماكن الغنية بالدهون في الجسم مثل الخصيتين والمخ الذي يتكون ثلثه تقريبًا من الدهون وتصبح مثل الضيف الثقيل حتى تعود إلى الكبد بواسطة الدم وتتكسر إلى مركبات بسيطة فتترك الجسم عن طريق البول والفضلات، وفي دخولها وخروجها للجسم تؤثر على وظائف الجسم فتتلف الرئتين والقلب والجهاز التناسلي والمخ وجهاز المناعة، ولا توجد مادة أكثر من الحشيش يستمر مكونها وتأثيرها في خلايا الجسم، ولذلك يظهر أثرها في تحليل البول خلال مدة تتراوح ما بين 3-4 أسابيع بعد التوقف عن تدخين الحشيش.

تأثير الحشيش على الجهاز التنفسي:

فدخان الحشيش يعرض الخلايا للموت فتصبح جزءًا من الأنسجة، وهذه الأنسجة تسبب إعاقة في حركات التنفس الطبيعي، وما يفسده دخان الحشيش لا يصلحه التوقف عن التعاطي. كما أن الخلايا الدفاعية (المكاروفاجس) في الإنسان العادي تكون صغيرة وقوية تتصدى لكل هجوم.. أما في الإنسان المدمن فإن دخان الحشيش يخدرها فتصبح بلا حول ولا قوة. وأيضًا دخان الحشيش يهيئ الخلايا لظهور سرطان الرئة بنسبة 91%.

تأثير الحشيش على الجهاز الدوري:

الذي يتعاطى الحشيش يخفق قلبه بشدة، وتصل عدد ضرباته من 130 إلى 150 ضربه في الدقيقة لأن غاز أول أكسيد الكربون الداخل للرئة نتيجة تدخين الحشيش يزداد، فالقلب يضطر للعمل بقوة أكبر ليحصل على كمية الأكسجين التي تحتاجها عضلات القلب ولا تجدها، فإدمان الحشيش يتلف عضلة القلب، ولذلك فمن الخطر جدًا أن يتعاطى الشخص المصاب بقصور في الشريان التاجي الحشيش

تأثير الحشيش على المخ:

يبلغ وزن المخ نحو ثلاثة أرطال، ويمثل ثلث الوزن مواد دهنية، فمحور كل خلية عصبية في المخ يحوطه ويغلفه جراب دهني، وهذه المواد الدهنية تستقر فيها المادة الفعالة في الحشيش دلتا-9 T.H.C حتى في الفترات التي يتوقف فيها المدمن عن تعاطي الحشيش فأن حالة التسمم بالحشيش لا تتوقف لأن خلايا الجسم تحتفظ بكميات قليلة من مادة دلتا-9، وفي تجربة قام بها د. مارك جولد أستاذ الطب النفسي سنة 1983م في نيوجرسي بأمريكا على مائة مدمن بعد أن أدخلهم المستشفى ومنع عنهم الحشيش وظل يجرى لهم التحاليل الطبية فأكتشف أن المواد الفعالة T.H.C تظل في جسم المدمن بعد توقفه عن الإدمان بنحو أربعين يومًا.

 وخلايا المخ تختلف عن خلايا الجسم لأن ما يموت منها لا يستبدل ولا يعوض، ومن أمثلة الأضرار التي تلحق بمخ المدمن أن شبكة الأندوبلازم التي بها خيوط متراصة ومترابطة، وهي التي تقوم بالعمل الكيميائي لإرسال الإشارات، وبفعل الحشيش تتلف هذه الشبكة الهامة وتتخذ الخيوط شكل فوضوي، فالحشيش يؤثر على درجة توصيل الإشارات بين خلايا المخ، وأيضًا يعطل مركز الغثيان المسئول عن عملية القيء عند وجود مادة سامة أو غير مقبولة في المعدة.

علاقة الحشيش بالاضطراب النفسي:

في دراسة أجراها أندريسون مع آخرين في السويد على 55 ألف جندي سويدي على مدار 15عامًا وُجِد أن نسبة الذين يصابون بمرض الفصام من الذين يتعاطون القنب تزيد 6 مرات على نظرائهم الذين لا يتعاطون القنب، بالإضافة إلى أن القنب يؤدي إلى نقص القدرات الإبداعية(80).

تأثير الحشيش على العين والجلد والشعر:

تعاطي الحشيش يؤدي إلى التهابات العين والاحتقان الشديد الذي يترك منظرًا مميزًا لمدمن الحشيش، وأيضًا اصفرار الجلد وفقدان نضارته، وجفاف الشعر وفقدان لمعانه.

تأثير الحشيش على النمو الجنسي:

تعاطي الحشيش في السن المبكر يؤخر النمو الجنسي للمراهقين، فالحشيش يؤثر على جزء هام في المخ يدعى "الهيبوثلاس" وهذا الجزء له اتصال مباشر بالغدة النخامية التي تفرز الهرمونات الجنسية، فمادة الـT.H.C تثبط الهرمونات الجنسية التي تنشأ من الغدة النخامية، وهذه الهرمونات هي المسئولة عن بداءة النمو الجنسي خلال السن 12-13 سنة.

تأثير الحشيش على جهاز المناعة:

أجرت الدكتورة "مارييثا ايرادوربدس" في أثينا دراسة على كرات الدم البيضاء لبعض الذين يتعاطون الحشيش وقارنتها بغيرهم الذين لا يتعاطون الحشيش، وكرات الدم البيضاء تمثل جزءًا هامًا من جهاز المناعة، وتشمل الخلايا اللمفاوية، وخلايا النيوتروفيلات، وعندما يهاجم الجسم فيروس أو مادة كيميائية غريبة فإن الخلايا الليمفاوية تفرز أجسامًا مضادة لهذا الفيروس أو تلك المادة الكيميائية الغريبة. أما الخلايا النيوترفيلات فإنها تمتد منها زوائد سيتوبلازمية تهاجم العدو وتمتصه وتقضي عليه في عملية تُسمى بالتهام الجراثيم، وكانت نتيجة الدراسة أن خلايا الدم البيضاء في الأصحاء تكون صحيحة وسمينة ومتينة أما في المدمنين فإنها تعاني من نقص البروتينات، وظهرت أنها أصغر ومجعدة وفي صورة مشوهة لا تقدر أن تؤدي عملها كما كانت أولًا، وقالت الدكتورة مارييتا "أن دراستنا وبحوثنا قد أبانت وأوضحت أن الحشيش يتسبب في إضعاف الوسائل الدفاعية. إن مدخن الحشيش قد لا يبدو وأن لديه أي مرض ظاهر ولكن جسمه في الحقيقة غير مستعد لمواجهة أي تحدي في مجالات المرض الكامن أو المرض المستتر الدفين، إن خلايا جهاز المناعة عند متعاطي الحشيش ليست في حالة تتيح لها الاستجابة الكافية لمتطلبات الدفاع. إنها هي الأخرى مثل المتعاطي - سطل!!"(76)

 وفي دراسات أخرى أجراها د. آرثر زيمر مان بكندا أثبت أن جهاز المناعة لدى الإنسان المدمن لا ينتبه إلى وجود عدو يهاجم الجسم، فيصبح مثل حارس الليل الضعيف الأعور الذي بلا سلاح، فلا يستطيع أن يؤدي واجبه على الوجه الأكمل.

تأثير الحشيش على الأطفال:

السيدة الحامل التي تتعاطى الحشيش تتعرض هي وجنينها إلى 61 مادة من مواد الكنابينويدز التي لها آثار ضارة.. الأطفال المولودون من أمهات مدمنات يتحدين الضوء، فالطفل العادي وليد أربعة أيام لو أضاءت النور أمام عينيه بمعدل ثانية كل عشر ثواني فإن الطفل يغلق عينيه أما طفل الحشيش فحتى لو أغلق عينيه فإنه ينظر خلسة.. أطفال الحشيش يتعرضون للرعشة والارتجاف أكثر من الأطفال العاديين، ونسبة 41% من مواليد المدمنات الحشيش يحتاجون إلى الإنعاش عقب الولادة، ويكون وزن الطفل أصغر من الطبيعي، فيولد صغير الرأس وفتحات العينين صغيرة.. تعاطي الحشيش يقلل من لبن الأم لأن مادة T.H.C تبحث عن الدهنيات وتلتصق بها، ولذلك تنجذب إلى الثديين فتقلل من كمية اللبن، وأيضًا نسبة الوفيات في أطفال الحشيش أكبر منها في الأطفال العاديين.

تأثير الحشيش على قائدي السيارات:

تتمثل مخاطر الحشيش في الآتي:

1- يشعر الإنسان المتعاطي بالنشوة فيقود السيارة بسرعة كبيرة على الطريق العام.. كما أنه يشعر بنوع من التحدي لأنه يقود السيارة وهو تحت تأثير الحشيش، فلذلك يستهين بالأخطار المحيطة به، ولا يهتم كثيرًا أن يتفاداها، وقد سجل رجال المرور في الولايات المتحدة بأن نسبة مخالفة الذين يتعاطون الحشيش تزيد عشرة أضعاف من غير المتعاطين.

2- مما يزيد خطورة الموقف أن الذي يتعاطى الحشيش يقدر أن يخفي حالته بعكس الإنسان المخمور، ويقدر أن يدير حديثًا مع أي شخص آخر دون أن يدرك الآخر أنه واقع تحت تأثير المخدر، وبذلك يصعب ضبطه بواسطة رجال المرور.. في دراسة تم تسجيل مشاعر السائق الذي وقع تحت " السطل " فقال " إني أشعر إني أسير بعربتي عن طريق دائري وكأنني أسير على الحافة العليا لفنجان ضخم من الشاي ولدي إحساس بأنني سوف أفقد التوازن.. إني أشعر إني سأنزلق إلى أسفل.. لا يمكنني أن أستمر في القيادة الآن.. ومن الواجب أن أخرج عن الطريق العام وأن أتوقف" وفعلًا توقف السائق فسأله رجل الشرطة، فقال أنه يقود السيارة منذ مدة طويلة وشعر بالتعب لذلك توقف، فأقتنع الشرطي وعلق الرجل قائلًا "لقد كان رجل الدورية غبيًا فإنني في الواقع كنت محطمًا".. أن الحشاش يستطيع أن يخفي حالته ولكنه لا يستطيع أن يقلل الخطورة التي تواجهه وتهدد الآخرين.

3- الذين يتناولون الخمور فإنهم يتناولونها ليلًا وتكون فترة الخطورة أثناء عودتهم لمنازلهم ليلًا. أما الذين يدخنون الحشيش فالوقت متاح أمامهم ليلًا ونهارًا، ومن السهل إشعال سيجارة الحشيش أثناء القيادة، وبذلك يزداد احتمالات وقوع الحوادث كثيرة.

4- مدة تأثير المخدر طويلة، فالسائق قد يكون تعاطى الحشيش منذ عشر ساعات، ولكن ما زالت أثاره مستمرة فلا يستطيع أن يقود سيارته بنفس الكفاءة التي يقود بها بدون تعاطي.

5- الذي لا يتعاطى الحشيش لا يستطيع أن يواجه الخطر غير المتوقع، وتحت تأثير المخدر يفقد السائق مهارته في تفادي الأخطار، ويستغرق بالكامل في جانب واحد من جوانب القيادة، أو في سماع الموسيقى، فلو ظهرت أمامه فجأة سيارة أخرى مندفعة من طريق فرعي فلا يستطيع أن يتفاداها، وقد لا ينتبه إلى إشارات المرور، ولا يفطن إلى إشارة سيارة أخرى تريد أن تتخطاه.

6- اختلال الزمن والمسافات، وهذا يقود السائق إلى زيادة السرعة دون أن يدري، فقد يقود السيارة بمعدل 90 كم. في الساعة بينما يشعر إنها تسير بمعدل 40 كم. فيزيد من سرعته، ويهيئ له أنه يسير في الحارة المخصصة له بينما هو يتعرج بين طريقه والطريق المعاكس له، وبسبب تقديره الخاطئ للمسافات فإنه لا يستطيع أن يوقف السيارة في الوقت المناسب مما يؤدي إلى الاصطدام بسيارة أخرى أمامه، ولذلك فمن الضروري أن يكون هناك دوريات على الطريق مزودة بوحدة طبية لأجراء تحاليل فورية لضبط الذين يقودون سياراتهم وهم تحت تأثير الحشيش.

 ويقول د. جمال الدين موسى اختصار القول " أن البحوث والدراسات العديدة التي أجريت والتي أوضحت الأضرار التي تحدث للخلايا بسبب الحشيش سواء على المخ أو الرئتين أو القلب أو الأعضاء التناسلية أو جهاز المناعة في الجسم تشير جميعها إلى حقيقة واحدة وهي أن الاستمرارية في تدخين الحشيش.. هي عملية تفتيت بطيء للحياة.. هي عملية انتحار"(77)

 وأيضًا هناك خطورة أخرى لتعاطي الحشيش إذ تنتقل نسبة 33% من الذين يتعاطون الحشيش إلى شم الهيروين.

 

أعراض الانسحاب:

إن كان الحشيش لا يمثل اعتمادًا بدنيًا لكنه يمثل اعتمادًا نفسيًا، وفي حالة التوقف عنه يصاب المتعاطي بالإثارة والتهيج وعدم استقرار النوم، والشعور بعدم الكفاءة وعدم القدرة المقدرة على تحمل المسئولية، وقد تستمر هذه المشاعر ملازمة للإنسان عدة سنوات رغم توقفه عن التعاطي.

تعليقات

المشاركات الشائعة